وقد تراجعت أسعار الأسهم أيضا، خصوصا في أوائل عام 2008، عندما ازدادت دلائل الضعف الاقتصادي وتعرضت أرصدة القطاع المالي لأشد الأضرار وظلت مقاييس التقلب في أوراق الأسهم والعملة على مستوياتها المرتفعة. وعلى العكس من ذلك هبطت أسعار الفائدة على السندات الحكومية بدرجة كبيرة، بينما زاد الاستثمار في أسواق السلع الأساسية بدرجة غير مسبوقة، حيث يسعى المستثمرون إلى حيازة أصول بديلة أقل خطرا.
انعاكسات الأزمة على الدول العربية
انعكست الأزمة المالية الأميركية على معظم اقتصادات دول العالم حتى إنها أصبحت تلقب بالأزمة المالية العالمية. وبما أن الدول العربية جزء من منظومة الاقتصاد العالمي فإنها سوف تتأثر سلبا بهذه الأزمة، بل في واقع الأمر قد تأثرت بالفعل. ومدى تأثر الدول العربية يعتمد على حجم العلاقات الاقتصادية المالية بين الدول العربية والعالم الخارجي.
في هذا الإطار يمكننا تقسيم الدول العربية إلى ثلاث مجموعات من حيث مدى تأثرها بالأزمة، وهي:
• المجموعة الأولى: هي الدول العربية ذات درجة الانفتاح الاقتصادي والمالي المرتفعة وتشمل دول مجلس التعاون الخليجي العربية.
• المجموعة الثانية: وهي الدول العربية ذات درجة الانفتاح المتوسطة أو وفق المتوسطة ومنها مصر والأردن وتونس.
• المجموعة الثالثة: وهي الدول العربية ذات درجة الانفتاح المنخفضة ومنها السودان وليبيا.
بالنسبة للمجموعة الأولى فإن صادراتها تمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلي، ويعتبر النفط هو المصدر الرئيسي للدخل الوطني. وقد لوحظ جراء تداعيات الأزمة انخفاض أسعار النفط من حوالي 150 دولارا للبرميل في شهر يوليو/تموز الماضي إلى حوالي 77 دولارا للبرميل حاليا، أي بانخفاض بنسبة 50%. ومما لا شك فيه أن هذا الانخفاض الحاد سيؤثر على وضع الموازنات العامة القادمة وعلى معدلات النمو الاقتصادي، إذ إن معدلات النمو في النصف الثاني من العام 2008 والعام 2009 ستنخفض مقارنة بمعدلات عام 2007 والنصف الأول من العام 2008.
من ناحية أخرى، يلاحظ أن النشاط المالي لدول الخليج في العالم الخارجي كبير، حيث تم استثمار جزء لا يستهان به من عوائد النفط، وحيث يلاحظ أن دول الخليج أصبحت تمتلك صناديق ثروات سيادية تستثمر في الخارج خصوصا في الولايات المتحدة وأوروبا.
"
تشير بعض التقديرات إلى أن خسائر صناديق الثروات السيادية في الدول الناشئة بما فيها دول الخليج تقدر بحوالي 4 مليارات دولار وتقدر الاستثمارات العربية بالخارج بحوالي 2.4 تريليون دولار
"
ومما لا شك فيه أن هناك بعض الصناديق التي يمكن أن تكون لها استثمارات في بعض المؤسسات المالية المتعثرة.
وتشير بعض التقديرات إلى أن خسائر صناديق الثروات السيادية في الدول الناشئة بما فيها دول الخليج تقدر بحوالي 4 مليارات دولار.
وتقدر الاستثمارات العربية بالخارج بحوالي 2.4 تريليون دولار، وكما هو معلوم فإن هذه الاستثمارات مملوكة للحكومات والأفراد ولكن معظمها يعود لدول الخليج وسوف تتأثر تلك الاستثمارات بحسب الجهة التي يتم الاستثمار فيها.
وكلما كانت تلك الجهة تتميز بدرجة عالية من المخاطر، فإن درجة التعرض إلى خسائر تكون أكبر، ومما لا شك فإن هناك بعض الخسائر ولكن غير معلن عنها.
أما بالنسبة للبورصات فإن حالة الخوف والفزع هي التي أصابت المستثمرين في العالم كله ابتداء من أميركا، حيث انهارت بورصة وول ستريت إلى بورصة إندونيسيا التي أغلقت أبوابها مرورا بالبورصات في معظم دول العالم ومنها إلى البورصات العربية وخصوصا الخليجية والمصرية.
أما بالنسبة لدول المجموعة الثانية فإن تأثرها بالأزمة سيكون أقل من دول المجموعة الأولى باستثناء تأثر البورصات فسيكون في مستوى تأثر بورصات المجموعة الأولى.
أما بالنسبة لدول المجموعة الثالثة، وهي ذات درجة الانفتاح الاقتصادي والمالي المحدودة، فسيكون التأثير عليها محدودا أيضا.
للعودة إلى الجزء الأول:
جذور الأزمة
- أنواع الأزمات
- تطورات التمويل العقاري
- الخصائص الرئيسية بأسواق الرهن العقاري
ـــــــــــــــــــــ
رئيس المركز العربي للدراسات والاستشارات المالية والمصرفية بالقاهرة
المصدر: الجزيرة
طباعة الصفحة إرسال المقال
تعليقات القراء
أ. صالح عبد الوهاب
الممشكلة هو الطمع والربا والربا معروفة حرب من الله ورسوله لعبة كبيره قادتها فى امريكا باعوالعرب النفط160 دولار فرحو بالمكسب صدروا الاول الى امريكا لكى يتحصلو على مكسب اكبر اخذو الامريكان النفط ثم الاموال يعنى بختصار فلوسهم رجعتلهم وبقى العربى المغفل
ياسر الشيخ
اجزم بان هذه الازمه سببهاالنظام الراسمالى البغيض باعتماده عل مبدا الرباز فقد وعد الله الذين يتعاملون بالربا بالحرب ...فويل للزعماء العرب يوم الحساب الذى نسوه.
زيزي
كل اللي بيحصل سيناريو مترتب ومحبوك لمصلحة حد معين وسلملي ع الخواجه
عاصمة الاستثمار
بالنسبةلمصرلوتخلى الشعب عن مخاوفة فى التعامل ستدور الحركة وبسرعة لانهم افضل من يستفيدون من وراء الازمات وهذا لمعظم الاعمال
ا وشار لمين
سلا م يا عرب... فيناعارفين و عالمين بالاقتصاد لى مانلم الجهود و الخبرات و نقوم بملتقيات ومؤتمرات او ما شابه لايجاد حل لما يشكو منه العرب و المسلمين خاصة. علما ان هناك حلول فعالة و هادفة بالطبع مع احترام الشروط الاسلامية للقيام بدلك بالله التوفيق السلام عليكم...
حوحو البلربدي
إن التكلم عن الازمة قد ينسيناالقضية الفلسطينية
العربي الغرباوي المغربي
الأزمة المالية الحالية هي أزمة النظام الرأسمالي المبني على اللاتكافؤ ، والذي عرف عترتين في تاريخيه ولا زال، وتركيز رؤوس الأموال في أيدي فئة محدودة في العالم واستيلاب الفئة العريضة منه . لذا وجب على الجميع، للخروج من الأزمة التي تحدق بالعالم كله، وضع نظام إقتصادي عالمي يكون أكثر عدلا وإنصافا لشعوب العالم وإعادة النظر في النظام المالي الحالي قائم على توزيع الأدوار بين عدة متدخلين عبر العالم
Ahmad
المقال جيد جدا جدا
هلال عودة
التاريخ يعيد نفسه ولنا فى الزمان معتبر لكن هذه فرصه لجميع العرب ليوحدوا اقتصادهم ويعتمدو على منتجاتهم المحليه اياً كانت جودتها ونعدى الازمه ويبقى لينا لزمه شويه فى العالم
مراد سعد علال
ماهي اثار الازمة على القتصاد الجزائري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حمودة عبد النبي عكاشة
حل الازمة ببساطةهو العمل بالشريعة الاسلامية والبعد عن الربا بجميع مسمياتة الكثيرة ويجب ان تراقب الشركات والمؤسسات والبنوك بقبل علماء السنة الربانيون
طارق العجيلي
إن عصر الهيمنة الأميركية قد ولى إلى غير رجعة .
د. حسام داود
لا أعتقد أن تشخيص هذه الأزمة والراجع لازمة الرهن صحيح. بل أن قطاع الرهن هو أول قطاع تاثر بالأزمة كما حدث في أزمة الكساد العظيم 1929 . لذا لاأعتقد بصحة معظم التحليلات. كما أننا نؤمن وللأسف أن الاقتصاد الرأسمالي يشكو من المرض ولكنه مرض ليس مميتا بل يمكن علاجه. اما ما يتعلق بمنظري الاقتصاد الاسلامي فأتحدى اي منهم أن يحدد قواعد هذا النظام فهي حتى الآن غير مكتشفة.
المصطفى مويقن
صحيح أن الأزمة المالية ستؤثر على اقتصاديات العالم ولكن ألى ترى بأن الآسبب التي أريد لنل أن نفهمها هي أسبا مفتعلة مختلقة، ألم يكن بإمكان هذا النظام التوفر على آليات تحافظ على استقراره؟ فالمحافضون الجدد صرحوا اكثر من مرة أن السياسة الأمريكة في خدمة الافتصاد الأمريكي. كما أن السيد هنري كسينجر في إحدى مقالاته صرخ بأن الاقتصاد الأمريكي لا ينبغي له أن يبقى تحت رحمة مجموعة من الدول تتخكم فيه عبر مسألة النفط، لذلك ترون أن أول شيء استهدفته الأزمة المالية هو النفط واقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي
زكي مبارك سناده - السودان
(وتقدر الاستثمارات العربية بالخارج بحوالي 2.4 تريليون دولار، وكما هو معلوم فإن هذه الاستثمارات مملوكة للحكومات والأفراد ولكن معظمها يعود لدول الخليج) هل يصدق أحد هذا المبلغ كله مُستثمر في الحرام؟ أليس هذا جحود لنعمة الله؟ ألم يكفيَكم يا مسلمين ما رزقكم الله من غني فذهبتم تبحثون عن الحرام؟ هل تعلمون أنكم شاركتم اليهود و النصاري في محاربة الله؟ و هل تعلمون أن أموالكم تُستثمر في شركات يملكها يهود و بطريقة غير مباشرة فأنتم تدعمون بقاء إسرائيل؟ هل هذه غفلة من جانبكم أم غباء؟ هل سمعتم بقوم تُبّع.